الصهيونية.. حين يتحوّل النفوذ إلى سلاح خفي يعيد تشكيل العالم

 منذ تأسيسها في مؤتمر بازل عام 1897 بقيادة تيودور هرتزل، لم تكن الصهيونية مجرد مشروع قومي لتجميع اليهود في أرض فلسطين، بل كانت – وما زالت – حركة ذات أبعاد دولية، امتزجت فيها المصالح السياسية بالمظلومية التاريخية، وامتد نفوذها ليتغلغل في مفاصل القرار العالمي.

الصهيونية.. من الفكرة إلى السيطرة

عبر وعود القوى الاستعمارية، خصوصًا وعد بلفور (1917)، بدأت الصهيونية أولى خطواتها للنفوذ. لم يكن ذلك الوعد مجرد خطاب سياسي، بل كان صفقة ضمنية بين الإمبراطورية البريطانية والقيادات الصهيونية، تسهّل من خلالها تمكين المشروع الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني.

> 📚 المصدر: بلفور، آرثر جيمس. "وعد بلفور." الأرشيف البريطاني القومي، 1917.

الإعلام.. السلاح الأنظف والأخطر

في العقود الأخيرة، نجحت الصهيونية في تأسيس قوة إعلامية عابرة للقارات. سيطرتها على منصات كبرى مثل CNN، Fox News، وحتى شركات الإنتاج في هوليوود، ساهم في خلق صورة محددة عن "العدو" و"الضحية"، وتزييف الحقائق لصالح الكيان الإسرائيلي.


> 📚 المصدر: Walt, Stephen M., and John J. Mearsheimer. The Israel Lobby and U.S. Foreign Policy. Farrar, Straus and Giroux, 2007.


المال واللوبيات.. نفوذ بلا حدود

اللوبي الصهيوني، ممثَّلاً في أقوى صوره عبر منظمة "إيباك" (AIPAC)، له دور مباشر في رسم السياسات الأمريكية، ودعم أي مرشح يلتزم بحماية مصالح "إسرائيل"، ولو على حساب شعوب بأكملها.


> 📚 المصدر: Goldberg, Jeffrey. "The Lobby." The New Yorker, 2005.


التدخلات السياسية والعسكرية

من دعم الانقلابات في أمريكا اللاتينية، إلى تمرير احتلال العراق عام 2003 بذريعة "أسلحة الدمار الشامل"، كانت البصمات الصهيونية واضحة. مشروع "الشرق الأوسط الجديد" الذي تبنته الإدارة الأمريكية، حمل أفكار صهيونية لتفكيك المجتمعات العربية من الداخل.


> 📚 المصدر: Seymour Hersh, The Redirection, The New Yorker, 2007.


فلسطين.. الضحية الصامتة

على مدار أكثر من 75 عامًا، لم تتوقف آلة القمع الإسرائيلية عن العمل، بدعم مباشر من حلفاء غربيين، وغطاء إعلامي ناعم يخفي المجازر خلف "حق الدفاع عن النفس". الطفل الفلسطيني يُشيطن، والمحتل يُقدّس.


المصدر: الأمم المتحدة – تقارير لجنة حقوق الإنسان بشأن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.


الخلاصة

ليست الصهيونية مجرد فكر، بل منظومة متكاملة من النفوذ والسيطرة، تنفذ أجندتها بثبات، مستخدمة أدوات العصر: المال، الإعلام، السياسة، التكنولوجيا.

لكن التاريخ يُعلّمنا أن كل منظومة توسعية تُصاب بالغرور... والغرور يُمهّد للسقوط.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

Author: Mohamed issa

 Published on: June 11, 2025

Original Language: Arabic 

Disclaimer: This article reflects the views and opinions of the author.

 Copyright © Mohamed issa 2025. All rights reserved. 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

When Islam Becomes the Accused… While the Killer Walks Free

Israel and Iran The Middle East on Fire: When Tel Aviv and Tehran Clash

When the Pharaohs Revolted Against Treason: How Do the Jews Weave Their Conspiracies to Steal Egypt and Its History