معبر رفح والسيادة التي لا تُخترق
مصر لا تُساوم: معبر رفح والسيادة التي لا تُخترق
في زمن صاخب، صارت الحكمة تُفسّر ضعفًا، والسيادة تُتّهم بالخيانة، والمواقف المتزنة تُرمى بالتخاذل. لكن مصر – كعادتها – تمشي بثبات، تقرأ التاريخ جيدًا، وتفهم الجغرافيا أكثر من هواة الشعارات.
حين تقرر مصر أن تحمي أرضها، أو أن توازن بين واجبها الإنساني ومسؤوليتها الأمنية، تقوم الدنيا ولا تقعد. ينسى البعض أن مصر ليست مكتب بريد للثورات، ولا ممرًا عبثيًا لتصفية الحسابات.
معبر رفح.. ليس بابًا بلا مفتاح
يُهاجم البعض مصر حين تُغلق معبر رفح في أوقات معينة، لكنهم لا يسألون:
- من يُريد تهريب الفوضى؟
- من يستغل المعبر لزرع السلاح في أرض مصر؟
- من يُغامر بحياة الجرحى والنساء من أجل أجندات لا علاقة لها بالقضية الفلسطينية؟
مصر لا تُغلق الباب في وجه المحتاجين، بل تغلقه حين يكون في فتحه خطر على الأبرياء. وما إن تهدأ العواصف، إلا وتفتحه من جديد، لنقل المساعدات، واستقبال المصابين، ونقل صوت غزة الحقيقي إلى العالم.
مصر تدعم... ولكن بوعي
هل نسينا أن مصر:
- استضافت مفاوضات المصالحة؟
- فتحت مستشفياتها؟
- دفعت دمًا من جنودها على حدود غزة؟
- ورفضت التورط في حروب عبثية لمصلحة أحد؟
مصر لم تبتز الفلسطينيين يومًا، ولم تتاجر بمأساتهم، بل وقفت معهم... لكن على طريقتها: طريقة العقل، لا العاطفة المؤقتة.
حماية النفس ليست خيانة
كل دولة تحمي شعبها بطريقتها. لكن حين تفعل مصر ذلك، تُتّهم!
- هل من الممنوع أن تختار مصر توقيت تدخلها؟
- هل مطلوب أن تُعرّض أبناءها للخطر كي تنال إعجاب الهتافيين؟
- هل أصبحت الحيادية جريمة؟
مصر تدير الأزمة، وتقاوم الضغط، وتتحرك بصمت حيث يصخب الآخرون. لأنها تعرف أن الشعوب لا تُحمى بالكلام... بل بالفعل المدروس.
رسالة أخيرة
مصر لا تُساوم، ولا تُنافق.
- لا تتلقى أوامر.
- ولا تبيع قراراتها.
- ولا تدخل معارك ليست معاركها.
لكنها، رغم كل ذلك، ما زالت القلب العربي النابض الذي لا يتخلّى عن قضايا أمته… ولكن بشرف، وبعقل، وبموقف مستقل.
تعليقات
إرسال تعليق