من تل أبيب إلى طهران.. رائحة البارود تملأ الشرق الأوسط
حين يتصارع الكبار.. المنطقة بأكملها تدفع الثمن
بينما يتصاعد التوتر بشكل غير مسبوق بين إسرائيل وإيران، تخرج الأزمة من دائرة التهديدات والتصريحات لتدخل نطاق المواجهة العسكرية المباشرة، وإن كانت حتى الآن "محسوبة". الواقع يُثبت أننا أمام صراع بين قوتين لا تترددان في استخدام الأدوات الخشنة، ضمن معادلة إقليمية تزداد هشاشتها يومًا بعد يوم.
لماذا الآن؟
ما يحدث ليس وليد اللحظة. تراكمات سياسية وعسكرية تمتد لعقود انفجرت فجأة، أو هكذا يبدو. إسرائيل، التي ترى في الوجود الإيراني قرب حدودها تهديدًا مباشرًا، تتصرف وكأنها تمتلك تفويضًا دوليًا مفتوحًا بالردع. في المقابل، إيران، التي باتت تُحاصر من أكثر من جهة، اختارت أن ترسل رسالة واضحة: "لن نصمت بعد الآن".
حرب غير تقليدية.. ولكنها حرب
الطرفان يستخدمان ما يسمى "المناوشة الذكية"، ولكن من الواضح أن الساحة مفتوحة لتصعيد قد يتحول إلى حرب إقليمية، خصوصًا في ظل غياب ردع دولي حقيقي، وانشغال القوى العظمى بمصالحها الخاصة.
من يدفع الثمن؟
المدنيون أولًا، والدول العربية التي تجد نفسها، كالعادة، في المنتصف بين محورين مسلحين ومتناقضين. كل صاروخ يُطلق من هنا أو هناك لا يهدد خصمًا فقط، بل يخلق ذعرًا جماعيًا يمتد من الخليج إلى المتوسط.
مصر.. موقف الهدوء الحذر
في ظل هذه الفوضى، تتبنى مصر موقفًا متزنًا وعقلانيًا. هي تدرك أن الانزلاق نحو الصدام ليس خيارًا، وأن حماية أمنها القومي واستقرار الإقليم يتطلب صوتًا عاقلاً وسط صراخ المدافع. مصر، كما عهدناها، تعرف متى تتحدث، ومتى تصمت، ومتى تتدخل.
الخلاصة
- ما يحدث بين إيران وإسرائيل ليس مجرد تصعيد عابر، بل إعادة تشكيل لتوازنات خطرة.
- الصراع مفتوح، والنار تحت الرماد، والمفاجآت ممكنة في أي لحظة.
- والمطلوب اليوم، قبل الغد، أن تمتلك الدول العربية خطة لا تبدأ من رد الفعل، بل من الفهم والتخطيط.
جميع الحقوق محفوظة © محمد عيسى – 2025
تعليقات
إرسال تعليق