الحرب العالمية 3 نار الشرق تشتعل.. حين تنفجر الحسابات بين طهران وتل أبيب

 في مشهد لم يخلُ من الدهشة والرعب، استيقظ العالم فجر 13 يونيو 2025 على وقع أزيز الطائرات وصوت الدمار. إسرائيل تشنّ أوسع عملية عسكرية جوية ضد مواقع نووية وعسكرية داخل إيران، فيما أسمته بـ"عملية الأسد الصاعد"، مستهدفة منشآت نطنز وطهران وأصفهان بدقة تُحاكي حربًا مفتوحة، لا مجرد رسالة ردع.


لكن الرسالة وصلت، وإيران لم تنتظر طويلًا. أكثر من مئة طائرة مسيّرة، بعضها انطلق من العمق الإيراني، والبعض الآخر من قواعد في سوريا والعراق واليمن، حلّقت نحو الداخل الإسرائيلي. لحظة بدت فيها المنطقة كلها كأنها على فوهة بركان لا يعرف إلا الانفجار.


حسابات الردع.. منطق الصواريخ بدل الدبلوماسية

لم تكن هذه الضربات وليدة لحظة، بل نتاج تراكمات طويلة من التوتر. إسرائيل، التي لطالما اعتبرت البرنامج النووي الإيراني تهديدًا وجوديًا، رأت في التقدم النووي الإيراني وتخصيب اليورانيوم بنسبة 90% إعلانًا صريحًا بالخطر. كان لابد – حسب تعبير القادة الإسرائيليين – من "قطع رأس الأفعى قبل أن تلدغ".


أما طهران، فترى في كل هذا عدوانًا سافرًا على سيادتها، ووصمة في جبين الشرعية الدولية التي طالما تغاضت عن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.


من يصبّ الزيت على النار؟

ليست هذه الحرب بين دولتين فحسب، بل بين تحالفات كاملة.

أمريكا تراقب وتلوّح بتهدئة محسوبة.

روسيا تدعو لضبط النفس ولكن بعين متربصة.

الصين ترى في هذا التصعيد تهديدًا لمبادراتها التجارية في الشرق الأوسط.

وبين كل ذلك، المنطقة تُختطف من جديد نحو سيناريوهات الفوضى.


مصر.. الحكمة في زمن الانفجار

وسط كل هذه الضوضاء، جاءت المواقف المصرية متزنة، تدعو لوقف إطلاق النار الفوري، وتحذر من امتداد النار إلى ساحات عربية جديدة. فمصر تعلم – بالتجربة والدم – أن أي حرب في المنطقة يدفع ثمنها الأبرياء، وأن شهوة الانتقام لا تصنع أمنًا بل خرابًا.


العالم يتغير.. فمن يتحكم بالشرارة؟

الشرق الأوسط يعيد تشكيل نفسه بالنار، واللاعبون الكبار يرسمون حدودًا جديدة بالبارود. لكن ما لا يدركه كثيرون، أن الشعوب دائمًا ما تكون الضحية الأولى في الحروب التي تبدأ بكبسة زر، ولا تنتهي إلا بجنازات جماعية.

الردع الحقيقي ليس في عدد الصواريخ، بل في حجم العقل. والحكمة – وحدها – هي القادرة على وقف مسلسل الجنون قبل أن يتحول إلى ملحمة دمار.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

When Islam Becomes the Accused… While the Killer Walks Free

Israel and Iran The Middle East on Fire: When Tel Aviv and Tehran Clash

When the Pharaohs Revolted Against Treason: How Do the Jews Weave Their Conspiracies to Steal Egypt and Its History